بيـــروت: محمود موسي صاحب قامة فنية وانسانية عالية, وله مكانة مميزة في القلوب بفضل أغانيه العذبة الندية التي امتلكت قلوب ملايين المعجبين العرب حين أجاد في أداء القصيدة العربية بموسيقاه الرائعة التي تبعث علي الخيال والشجن وأدائه المميز علي خشبات المسرح التي كثيرا ما طربت وشعرت بالشجن قبل الجمهور, تفرد في أسلوبه الغنائي حتي أصبح عنوانا للرومانسية والحب والغرام, وعلي جناح الدلع عرف كيف تدغدغ المشاعر والأحاسيس حتي صارت معظم قصائده الغنائية نشيدا للعاشقين الذين توجه قيصرا للغناء العربي. إنه كاظم الساهر أو قيصر الغناء الذي بدا صاحب مدرسة خاصة في الحب والعشق والغرام, ورائدا من رواد الأغنية الحديثة التي تدمي لها القلوب وتعتصر ألما في قمة النشوة الطربية من فرط عذوبتها اللحنية وكلماتها التي تنساب رقة وحنينا. حول الجديد في عالمه الفني الرحب كان لنا هذا الحوار الخاص والحصري والذي بدا فيه بكامل لياقته المزاجية والفنية, فإلي نص الحديث الذي حضروقائعه ابنه' وسام' ومدير أعماله ضرغام.. منذ نحو عامين تقريبا لم أقم باجراء حوار صحفي معك وخلال العامين تغيرت أشياء كثيرة وتغيرت أنظمة ووقعت أحداث متعدده, والسؤال ما رأيك فيما حدث ويحدث الآن؟ دائما أقول املنا ان تستقر الأحوال ويحقق الشباب ما يطمحون إليه من حقوق وحريات, وأنا أري أن بلادنا تبني من جديد وأتمني لكل بلادنا العربية أن تستقر, نحن في العراق عانينا سنوات طويلة من الحروب وعدم الاستقرار, والمطلوب حاليا أن يتحد كل شعب مع بعضة ليبني ويتطور وهذا لن يحدث بإقصاء فصيل دون الآخرفالجميع شركاء في أوطانهم, والأوطان لن تبني إلا بسواعد كل ابناء الوطن,. أعرف أنك لاتوافق بسهولة علي المشاركة في برامج, كيف جاءت موافقتك علي المشاركة فيTheVoice ؟ - بابتسامته الهادئة والمعهودة:' قال تعرف أنا قعدت أكثر من4 شهور حتي أعطيت الموافقة', وهنا تدخل مدير أعماله' ضرغام' قائلا: ـ تقريبا عام ـ وأنا افكر وأعيش حالةه من التردد لأني كنت متخوف جدا من هذا الموضوع, ثم تشجعت ووافقت ووجدتها فرصه حتي أنزل للناس لأنني في السنوات الأخيرة' صرت حبيس الدار, وقعدتي في البيت طولت' فكنت أخاف أن أنزل, وكنت أخاف أن أجري لقاءات وحوارات وأحسست بتخوف أن تنقلب حالتي تلك إلي مرض فتحديت نفسي وخرجت منها والحمد والشكر لله, وأسعدني في هذا البرنامج أن كل واحد من الأساتذة عنده شخصيتة المختلفة. أنت عانيت في مشوارك, هل تشعر أو شعرت بخوف من أن البرنامج قد يظلم إحدي المواهب ؟ - نعم نعم نعم' كررها مرات', أنا في أول الحلقات كنت' كتير متوتر', وكنت مشدودا أكثر من المتسابقين أنفسهم, وكنت حريصا علي أن أسمعهم جيدا وبتركيز لان كلهم أصوات حلوة وعندما تختار مجموعة يكون فيهم من ليس له حظ لابد أن تتألم, ولذا قمت بالاتصال ببعضهم, وأذكر أنني تحدثت هاتفيا مع إحدي المواهب من المغرب كان مشتركا هو وأخوه وهو من الأصوات الجميلة وقلت له أنت من الأصوات الرائعه, وذلك في وقت كان الفريق قد اكتمل وهو ما ينطبق علي أصوات كثيرة رائعة جاءت بعد اكتمال الفرق للأسف, هنا تشعر بوقوع الظلم تجاهه علي الر غم من أنه كان من الممكن أن تكون هذه فرصة نادرة في حياته, هل يعني ذلك أنك ستشارك في الموسم المقبل؟ 'ما في أحكي' بهذا الأمر أعود بالسؤال مرة أخري إلي: لماذا وافقت, هل فقط لمجرد ألا تكون حبيس الدار وتخشي من الوحدة؟ الحقيقة أنني سمعت عن البرنامج من أصدقائي في أمريكا وفرنسا, وقالوا لي كاظم لابد أن توافق لأنه عمل مهم, وأجريت بحثا عنه وشاهدت حلقات من نسخ فرنسية وأمريكية من البرنامج, ووجدت أنه يحتاج إلي مؤهلات لنقل خبراتنا لهذه المواهب العربية, ولماذا أبخل في تقديم المساعده لمواهب شابة وواعدة. عندي سؤال يلح علي من خلال المشاهدة: هل تتفق معي أن أصوات الفتيات أقوي من الأولاد؟ صحيح.. معك حق ولكن هذه مصادفة, ولكن هناك بعض الشباب لديهم أصوات حلوة. من الذي تتوقع أنه سيلمع من فريقك؟ عفوا لا أذكر أسماء بعينها, كل الذين معي لابد أن يكونوا نجوما إن شاء الله وسأدعمهم. ما القيمة المضافة لك من المشاركة في مثل هذه البرامج؟ مجرد أن أشارك بطريقة راقية وأقدم معلومات وأعطي من خبرتي هذا يرضي دواخلي وأعماقي, وأجدها رسالة, وسعيد جدا بهذه التجربة وبكل أمانة أقول لك هذا واجبي كأب وواجبي كخريج دراسات موسيقية لأنني في بداياتي كنت أتمني أن أجد من يقف بجانبي ويرشدني للطريق الصحيح, ولاتنسي أن في بداية حياتي كان المفروض أن أكون معيدا بمعهد الفنون, وأدرس للتلاميذ وهذه التجربة أعطتني شيئا حلوا كبيرا' ومتعة, وأتمني لو أن الأمور هدأت في بلادنا العربية أن اشارك في قسم خاص في علوم الصوت لأنه يعجبني أن أقوم بتدريس هذا الموضوع. ما تفسيرك للاقبال العربي علي كل برامج الغناء؟ - سأظل مع هذه البرامج وسأدعم استمرارها لأن الناس في حاجة إلي الترفيه, وإذا شاهدت القنوات الإخبارية لن تجد سوي مشاهد مأساوية ولهذا من حق الإنسان أن يشاهد قدرا من الترفيه حتي تكون المعادلة متوازنة. لا أريد أن يكون حوارنا سياسيا بقدر مايكون حوارا يحمل بعض الأمل والبهجة في ظل ما نري من أحداث.. هل تري أن الشعوب مازالت قادرة علي الغناء؟ المسيرة الديمقراطية لا تنجح إلا بالعمل, ولهذا فلو كل إنسان اشتغل وعمل بإخلاص وجد واتقان وبذل كل جهده لكي ينجح, سنتقدم للأمام بلاشك, ولكن لايحقق هذا إلا بمشاركة الجميع, لأن النجاح لا يأتي من فرد وإنما من تكاتف الجميع, ووسط الحروب والأزمات دائما كانت الأغاني تلهب المشاعر, لذلك لابد أن نظل نغني, ودائما أقول وأنت وسط الحروب يظل القلب دائما يحمل الحب, وطالما القلب قادر علي الحب يكون الغناء حاضرا, فالغناء مطلوب للوطن والحبيبة علي حد سواء,' يا أخي' الحياة لن تتوقف بإذن الله لأن الشعوب العربية فعلا شعوب ملئية بالحب والمشاعرالوطنية و'الله يسترها' ويعود الاستقرار. في مصر بعد يناير2011 حدثت هجمة من البعض علي الفن, وهناك من سعي لسجن وحبس النجم عادل إمام, وغيرها من القضايا التي سعت للنيل والتقليل من قيمة الفن والفنانين, بعين المبدع كيف تابعت وماذا تقول؟ بالطبع سمعت وتابعت, ولكن لم أشاهد بنفسي أحد يهاجم الفن بشكل علني, و اقول عندما نقول كلمة فن نعني التزام, وعندما نتحدث عن جوهر الفن فاننا نعني الرسالة, فالفن مبدأ, والفن مرآة وطن بكامله, وانظر للدول العظمي ستجد مرآتها الفن فعلا, الفن هو صوت الشعب وهو من ينقل معاناه الشعوب عن طريق الموسيقي والغناء والسينما, إذن من يحارب الفن يحارب التقدم ويريد كسر عجلة الحياة, وهذه مستحيلة' ما فيك ترجع للوراء', بالعكس الفن رسالته السامية والعظيمة تعلو فوق كل شيء, وإذا تكلمت عن الفنان الكبيرعادل إمام فهو واحد من الذين أسعدونا بما تحمله أماله من مواطن البهجة, وتلك التي تكلمت عن معاناه الشعوب, وعادل امام فنان له قيمتة ولا يستحق أبدا أن يعامل بهذه الطريقة. تعاني صناعة الموسيقي من القرصنة التي قد تؤدي الي توقف هذه الصناعة, هل تطالب الحكومات العربية ان تتحد لتعمل علي محاربة القرصنة الفنية؟ 'يا أخي خلي الحكومات العربية يتفقو' أولا علي كيفية إسعاد الشعوب وبعدين نفكر كيف يساعدونا بهذا الموضوع. سؤال يبدو غريبا ولكن فيه عبرة للأجيال الشابة: كيف استطعت أن تكون اسما كبيرا ؟ - شكرا لك أولا علي كلامك الرائع وأقول لك:' أي حد يجاوبك' أولا لابد أن يذكر شيئا مهما جدا, وهو أن الله يعطيك موهبة, والموهبه لا تصنع لانها هبة من عنده سبحانه وتعالي, ولكن إذ لم تشتغل علي هذه الموهبة فإنك لن تتحرك خطوة واحدة, لابد من الثقافة والالتزام والإخلاص لهذه الموهبة والبحث المستمر عن أشياء لتطويرها, يعني يجب ألا تتوقف عند نجاح معين أو سن معينة, وتقول لقد وصلت, هذا غير صحيح فحتي اليوم مازلت تلميذ أتعلم كل يوم جديدا, وحتي عندما دخلت علي هذا البرنامج رجعت' اذاكر' مثل التلاميذ, وأقولها بكل مسئولية لو الإنسان احترم نفسه وموهبته وسلحها بجزء بسيط من الثقافة العامة فضلا عن التسلح بثقافة الموهبة الموسيقية, واحترام نفسه- أقصد الالتزام- الالتزام في الحياة, بصراحة وبلاحرج: بعد كل هذه التجارب ألا تشعر أنك في مكانة كبيرة؟ - لا لا أبدا, الحمد لله' أناجوايا هاوي' وليس محترفا لأنه في رأيي لو التلحين أو الشعر تحول إلي حرفة يفسد كثيرا, لأنه بالاحتراف تفقد قدر من الإحساس والابداع. أسالك في وجود ابنك' وسام', هل عادت لك المعجبات عبرTheVioce ؟ ضحكة مجلجلة:' والله ما انقطعوا' ويكمل ضاحكا: دائما أقول من غير جمهوري أجدا صعوبة في الحياة, جمهوري هو عائلتي. انت اصبحت جد لأول حفيدة لك' سنا', هل لقب جد يزعجك؟ - ابتسامة مصحوبة بالخجل: لا أنا سعيد بكلمة' جدو' وحتي عندما تناديني' سنا' وتقول لي عمو أقول لها جدو ـ ابنك' وسام' يملك صوتا جميلا ومميزا ماذا لو كان من بين مشتركي البرنامج؟ ابتسامة خفيفة: أكيد كل واحد فينا من فريق العمل كان سيتنافس عليه لينضم الي فريقة من يتابع مشوارك يلاحظ أن أغانيك راقيه وعذبة, وأنك تحرص علي اختيار كلمات من منطلق مسئولية الكلمة ؟ طبعا الكلمة مسئوليه, والكلمه إحساس فأنا كنت حريصا عندما أختار أو أكتب كلمات أقصد عمدا أن تحمل قيمة إنسانية ووطنية ورومانسية, وحتي كلمات الغزل والحب أختارها بعناية حتي تدخل الأعماق, وفي نفس الوقت لا تستحي منها, ومنذ زمن وأنا اتمني أن تكون أغنياتي لغه للعاشقين. وهل تحقق الهدف, فالبعض يرون أنك نجحت في أن تجعل من أغانيك النشيد القومي للعاشقين.؟ هذا كان طموحي, وأعمل بكل جهدي حتي يظل ذلك راسخا ويرتبط بالناس بل يكون صديقا لهم, والحمد لله تحقق هذا مع جمهوري,و'ما قصرت' في جهدي وإن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا,90 بالمائة من وقتي أشتغل لكي أقدم أعمالا ترضي جمهوري وتسعدهم.
|
| الموضوع الأصلي : كاظم الساهر: حلمي الأكبر أن تصبح أغنياتي نشيدا وطنيا للعاشقين المصدر : منتدى قيصر الفن الكاتب: عاشقه |