كانت هناك غابة رائعة الجمال يمر بها نهر كبير وفي ضفاف هذا النهر تقع مدينة الياسمين . يحكمها ملك طيب يدعى أمين يحبه شعبه كما يحبهم, حيث كان يجلس معهم ويساعد الجميع فلا يترك فقير او محتاج إلا و قدم له الخدمة والمساعدة .
و في يوم من الايام هبت عاصفة شديدة و تجمعت الغيوم وهطلت امطر شديدة القوه ظلت تضرب الارض فتر طويلة حتى امتلأ النهر وفاض على المدينة فكسر البيوت والجدران وجرف الكثير من الناس منهم الملك الذي كان يجري في المدينة محاولا انقاذ ما يقدر عليه عليه لكن مياه النهر جرفته ولم يستطيع الصمود امامها . بعد ان هدأت العاصفة وذهبت السحب طلعت الشمس وعادت مياه النهر لمنسوبها الطبيعي فخرج الناس يبحثون عن الذين جرفتهم المياه. فوجدوا اشخاصا على قيد الحياة لكنهم كانوا مصابين اصابات شديدة وهناك من لم يجدون له اثر كملكهم . يأس اهل المدينة وحزنوا حزنا شديدا على الحاكم الطيب ورجعوا الى المدينة وأقاموا عزاء للمفقودين .
كان حال مدينة الياسمين بعد فيضان النهر مزري للغاية , حيث جرفت المياه كل المؤن وشح الاكل فلم تعد المدينة تملك القمح ولا شعير ولا اللحم , حتى الثياب اصبحت بالية مغمورة بالطين.
بعد عدة ايام اجتمع كبار المدينة واتفقوا على ضرورة وجود حاكم لهم فقرروا اجراء انتخابات واختيار شخص منهم ليكون الملك.
و في تلك الاثناء دخل رجل غريب الى المدينة فأندهش من حالها ومن الخراب الذي حل بها !! فسأل شخص من اهل المدينة كان يقف بجواره عن ما حدث لهذه المدينة الجميلة فأخبره عما حل بها من خراب ودمار ، ثم سكت قليلا وسأله:
- ولكن من انت ايها الغريب ولماذا تسأل !
- فقال :ادعى حازم وانا من مدينة الياسمين لكني سافرت منذ زمن لاقوم بالتجارة وكسب العيش .....
فرحب به الرجل وحكى له عن
المأساة التي يعاني منها السكان من حيث نقص الطعام والملابس بعد ازمة الفيضان الذي دمر كل شيء ... ففكر حازم بكلمات الرجل الحزينة ثم قال له بتفائل شديد :
- لا تقلق فكل شيء سيكون على ما يرام قريبا !!
استغرب الرجل كلمات التاجر ولم يفهم قصده فقد كان حازم عائدا لمدينته ليبيع ويشتري بضائع جديدة وكان يحمل معه الشيء الكثير من القماش والحرير والملابس والمواد الغذائية كالقمح والدقيق والرز و البقوليات. فنادى صبيانه ورجاله وقال لهم
- أأتوني بكل ما لدينا من بضائع وطعام وقدور و أوقدوا النار .
فقام بطبخ الكثير من الطعام بمساعدة رجاله وعجن الطحين وتم تجهيز الخبز و الارز ومختلف انواع الاطعمة التي من الممكن انجازها من ما يحمل معه في بضاعته ,وبعد ان جهز الطعام قام بتوزيعه على كل سكان المدينة حيث تجول بين المنازل واطعم الجميع بنفسه . وبعد ذلك اخذ القماش والحرير والملابس و قام بتوزيعها على الجميع حتى نفذ كل ما عنده.
فأجتمع كبار المدينة و اعيانها وتسائلوا في ما بينهم عن هوية الرجل الذي فعل كل هذه الأفعال فقال لهم احد الحاضرين
- لقد سمعت بأنه انه التاجر حازم ابن المرحوم محمد اشهر تاجر قماش في بلدتنا ... لكن حازم رحل من المدينة منذ زمن بعيد وهو يعيش الان في مدينة الفسطاط .
فقال احدهم
- والله انه نِعمَ الرجل الوفي الذي لم يتأخر او يبخل في مساعدة اهل مدينته بعد ما حل بهم ! نادو عليه لكي نكافئه
فأتى حازم على اثر دعوتهم . فقال له كبيرهم :
- اطلب ما شئت من الاموال ثمن لما قدمته لاهل المدينة .
فقال حازم بثقة شديدة :
- هل تعتقدوا اني استطيع ان ارى اهل مدينتي بهذه الحال واسكت !! انا لم افعل ذلك لكي احصل على نقود او مكافئات ..!
اندهش الجميع من كلماته وتشاوروا فيما بينهم وقالوا :
- ما اطيب هذا التاجر وما احسن خلقه! لو بحثنا في كل المدينة لن نجد ملكاً يكون في مثل طيبته وكرم اخلاقه ...
فقال كبيرهم من
- منكم يؤيدني في اختيار التاجر حازم ملكاً لنا وحاكماً لمدينة الياسمين ؟
فقال الجميع بصوت واحد
- كلنا موافقين طبعا .
فذهب بعضهم الى حازم وقالو له :
- بعد ان تشاورنا فيما بيننا رأينا انك افضل من يكون ملكاً علينا واقدر من يهتم بشؤننا .
فقال حازم معترضا :
- لا لا لا يمكنني ان اقبل بهذا الشيء لاني لست اهلاً لهذا المنصب ولا استطيع ان اتحمل مسؤلية كهذه ! وأنا لم افعل اي شيء إلا لكي اساعد اهل مدينتي ... وليس طمعاً مني في اي منصبٍ او جاه.
فألح عليه أعيان القوم حتى خضع لقرارهم فتم تتويجه ملكاً و اقيمت احتفالات كبيرة تحيةً للملك الجديد. واستمر الحال في المدينة على خير ما يرام الى ان جاء في احد الايام رجال كثيرون الى مدينة الياسمين يحملون معهم اغراضأ وأمتعة كثيرة فأحاط بهم الحرس وقال لهم قائدهم:
من أنتم ولماذا جئتم الى مدينتنا فتقدم منه احدهم قائلا:
- نحن رجال الملك حازم وغلمانه ... وقد جئنا له بكل امتعته و امواله من مدينة الفسطاط حيث كان يقيم في السنوات الاخيرة
فدخل رئيس الحرس الى الملك وسأله عن الرجال فقال له حازم بثقة وتكبر :
- نعم هؤلاء هم رجالي وكل ما يقولونه صحيح فدعوهم يدخلو
فسمح لهم حرس المدينة بالدخول... واتجهوا مباشرتا الى القصر ومكثوا فيه فترة من الزمن . بعدها صدر قرار من الملك بعزل احد كبار المعاونين له في الحكم وتولي احد رجاله الجدد المنصب ... هكذا وقد تكرر الامر اكثر من مرة حتى اصبح معظم وزراء مدينة الياسمين وكبارها من الرجال الجدد الذين استولوا على المدينة بأمر الملك حازم!! فضج سكان الياسمين وذهب بعضهم الى الملك وقالو له :
- لماذا نراك تستغني عن اناس اكفاء من اهل المدينة وتستبدلهم بآخرين لا نعرف عنهم اي شيء ؟؟
فقال لهم حازم ضاحكا مستهزئا:
- اتعتقدون حقاً اني قد فعلت ما فعلت من خير في المدينة حباً فيكم!! لقد كنت اخطط من البداية في الاستيلاء على الحكم مدينة الياسمين وقد قدمت لكم بعض المساعدات البسيطة كي استجدي عطفكم وأكون حاكم البلد باختيار الجميع وتأيد كل من في المدينة وها أنا قد احكمت سيطرتي عليها الآن وسأقوم بعزل كل من بقي في منصبه كرئيس العسكر والشرطة وباقي الوزراء .... فأخرجوا من قصر الان وإلا اذقتكم اشد العقاب .
وأمر رجاله بإخراج الجميع من القصر واقفل ابوابه عن اهل مدينة الياسمين .وأمر بأن ترفع الضرائب على كل التجار وذلك بان يدفع كل تاجر ثلاثة اضعاف ما كان يدفعه سابقا... وأنتشر رجال حازم في الاسواق ... يعبثون وينشرون الفساد ويأخذون ما يحلوا لهم من البضائع دون مقابل .. هكذا اصبح حال اهل مدينة الياسمين مع الملك الماكر الذي تاجر عليهم وربح عرش الملك ثم عبث وافسد في كل بقعة من ارض المدينة الجميلة .
بينما كان أمين الملك السابق لمدينة الياسمين قد اصبح في مكان بعيد عن بلده لا يعرف ما جرى بموطنه وأهله وكيف غدر بهم من قد حكم بعده !! حيث كان أمين في اليوم الذي حدث فيه فيضان النهر منشغلا بمساعدة اهل المدينة ومحاولة انقاذهم من الفيضان الكبير
وبينما كان يساعد احد الاشخاص جرفه التيار بعيداً فحاول ان يتمسك بأي شيء لكنه لم يستطع ثم اصبح عاجزا عن رؤية ما حوله وفقد الوعي. ثم فتح عينيه بعد فتره ليجد نفسه ممدداً في فراش غير فراشه الذي اعتاد عليه ! حاول النهوض لكنه شعر بألم شديد في رأسه و كل اعضاء جسمه فلم يستطع القيام .. وبعد لحظات سمع صوت من خلفه يقول له :
- لا تقم وابقى مرتاح .
فنظر الى صاحب الصوت فوجده رجل اشيب الشعر فقال له أمين
- من انت ايها العجوز الطيب ! و لماذا انا هنا؟؟ وماذا حدث للمدينة بعد الفيضان اخبرني ارجوك ...
فابتسم العجوز وقال للملك:
- اهدأ ايها الرجل ولا تكن متسرعا انا ادعى ماهر الطحان عجوز اقيم في هذه القرية الصغيرة منذ زمن بعيد فهي موطن آبائي وأجدادي....
فقاطعه الملك مستغربا ..
- لم اسمع باسمك من قبل ثم ان مدينة الياسمين ليست قريتاً صغيرة ماذا تقول بالله عليك!!
وبعد ان سكت أمين قليلا عاد العجوز للابتسام وقال له :
- انت الان في قرية الزهور .. وهي قرية صغيرة جدا يفصلها النهر الكبير عن مدينة الياسمين مدينتك التي جئت منها
فعاد أمين لحماسه محاولا القيام مرة اخرى لكنه لم يستطع ..فقال :
- ولكن كيف جئت الى هنا ؟؟
فقال له ماهر العجوز :
- لقد وجدتك بعد العاصفة مرمياً بجانب النهر وقد غطاك الطين والوحل وأنت مصاب بشدة .
فقال أمين :
- انا يجب ان اعود الى مدينتي لأعرف ماذا حدث فيها
- فقال له ماهر:
- لكن مدينة الياسمين بعيدة جدا عن هنا ولتصل اليها تحتاج الى السفر لمدة اسبوعين كاملين انت لا تقوى على الوقوف او الحركة فكيف اتركك تسافر !! يجب ان تبقى هنا حتى تستريح وتشفى تماما .
فأندهش الملك وقال له ولكن كيف وصلت الى هنا لو كانت المسافة بهذا البعد !! فأجابه العجوز :
- لان النهر الكبير به سلسة جبال وعرة ويصعب العبور منها وإذا اردت اجتيازها عليك الالتفاف حولها لان هذه السلاسل الوعرة هي الفاصل بين قريتنا ومدينتكم الكبيرة... فأهدأ واسترح الان وبعد ان تتعافى تستطيع السفر .
فهدأ امين قليلا و وافق على ما قاله العجوز لكنه اخفى عليه حقيقة انه ملك مدينة الياسمين . ثم ابتسم العجوز وقال له :
- اعرف انك من مدينة كبيرة وقد تكون رجل غني لكني اعدك بأن تكون معاملتي لك جيدة وان اطعمك واعتني بك حتى تشفى ولكن قلي ايها المصاب ما اسمك ؟؟
فضحك الملك وقال له:
- يكفيني انك ساعدتني وأنقذتني من الموت فهذا عندي كبير جدا وأنا لا اريد منك الكثير فقط سأبقى معك حتى استعيد قوتي لأعود لقريتي واسمي هو أمين ايها العجوز الطيب .
ومرت الايام وقد اصبح ماهر و أمين اصدقاء بحكم تواجدهم سويا طول فترة مكوث امين في قرية الزهور .حيث بذل ماهر العجوز جهد كبيرا واطعم الملك العسل والسمن واللحم حتى يستطيع الضيف الحركة ويقوى على السفر وبالفعل بعد عدة ايام تعافى امين تماما وقال لماهر:
-لقد اصبحت بخير الان واعتقد اني استطيع العودة لمدينة الياسمين الان.
فقال له ماهر:
- انا لن اتركك حتى تصل مدينتك وتدخل دارك بأمان وسلام .
فوافق الملك وفي فجر اليوم الثاني شد الاثنين رحالهم وعزموا على السفر . تخطو الجبال الوعرة واسغرقو في سفرهم اسبوعين كاملين كانو فيه يبيتون في الليل للاستراحة في مكان آمن ويقضون النهار في السير وتخطي الجبال حتى وصلوا الى مدينة الياسمين بسلام وقبل ان يدخلوها قال امين في نفسه (لا اريد ان اعود للمدينة بشخصيتي حتى اعرف ما حل بها في غيابي ..يجب علي ان اخفي شخصيتي حتى لا يعرفني احد) فضرب بشاله الذي كان على عنقه وغطى به وجهه فأستغرب العجوز ماهر من تصرفه وقال له مندهشا:
- ماذا تفعل يا امين ولماذا تخفي وجهك هكذا ؟
فقال له:
- لدي اسبابي الخاصة وسأخبرك بها لاحقا .
فظهرت ملامح القلقل على وجه العجوز وقال في نفسه (ان وراء امين هذا قصة مريبة !! لكني سابقى معه وسأعرف ما قصته لاحقا) . فدخل ماهر وأمين المدينة وراو لما لم تراه اعينهم من قبل من خراب وجوع وسوء معالة الشرطة مع اهل المدينة فأنصدم الاثنان من المشهد ثم اسرع امين الي احد المنازل في المدينة وطرق بابه بسرعة فلحقه العجوز ووقف معه ينظر ان يفتح اهل المنزل الباب ...حتى فتح الباب صاحب المنزل فقال امين :
- نحن رجال غرباء كنا على سفر فأرهقنا جدا فهل تطعمنا وتزودنا بما نحتاج من ماء وطعام لنستطيع الاستمرار في السفر ؟
فرحب بهم الرجل وأدخلهم وقدم لهم الطعام فأكلوا حتى شبعوا ثم قال امين لصاحب الدار :
- هل لي ان احدثك على انفراد للحظات ؟
فقد كان امين يعرف الرجل ... انه رئيس وزرائه الاسبق الذي عزله الحاكم الجديد حازم ... فأستغرب الوزير طلب ضيفه الغريب وقال له :
- من انت وماذا تريد مني ؟!
فقال له امين
- انا اعرفك حق المعرفة
فحكي له قصصا عنه وعن حياته لا يعرفها إلا المقربين منه ... كان امين يتحدث وهو يخفي وجهه بالشال والوزير يستمع لحديثه مندهشا ...فقال الوزير
- مقاطعا من انت ايها الرجل وكيف عرفت كل هذه التفاصيل الدقيقة عني ؟!
فقال الملك لوزيره
- تعال معي وسأخبرك بهويتي .
فنهض الملك ووزيره ودخلوا غرفة جانبية في منزل الوزير فكشف الملك عن وجهه فنظر له الوزير بعمق وشهق شهقة كبيرة وغص الكلام في حلقه وانهمرت عيناه بالدموع وأحتضن الملك بقوة وهو يبكي وقال له:
- انت على قيد الحياة الحمد لله
فأحتضن الملك وزيره وقال مبتسما :
- نعم انا هنا
وقص عليه عن ما حدث له طوال تلك الفترة . ثم سأله باستغراب
- ماذا حدث للمدينة وكيف انقلب حالها هكذا ؟!
فأخبر الوزير امين عن كل التفاصيل منذ لحظة فقدانه وكيف ان الناس جميعهم بحثوا عنه وأقاموا عزاء كبير عندما لم يجدوه وقص عليه حال المدينة البائس بعد ان تركها وكيف استطاع التاجر حازم ان يستولي على العرش بمكر وخداع ..فقال الملك بحسرة شديدة
- وماذا سنفعل الان ؟؟
فقال له الوزير :
- لا اعرف فالحال قد ساءت ولا بد من حل للتخلص من ازمتنا هذه ولاكني لا اعرف كيف ولكن ما اعرفه الان انه يجب ان يبقى امر ظهورك سرا بيني وبينك ولن اخبر احدا به لان حازم الظالم اذا عرف بعودتك سوف يقتلك ويتخلص مني ايضا .
فخرج الاثنان وملامح التأثر والحزن ظاهرة على وجوههم فقال لهم ماهر:
- ما الذي حدث ؟؟ عذرا يا امين فأنا اعرفك منذ فترة ولكني لم اعرف هويتك الى الان وقد بلغني فضول شديد بعد كل ما اشاهده الان !!!
فقال امين للعجوز:
- صدقت ايها الطيب وأنا اعتذر منك بشدة لكني لم ارد ان تعرف حقيقتي حتى لا تغير من طريقتك في التعامل معي ولكنك كنت مخلص وتحملتني كثير ومن حقك الان ان تعرف حقيقتي
واخبره عن حقيقته واخبره كيف ان مدينة الياسمين ضاعت بعده وحكمها الطاغية ..فقال ماهر باندهاش :
- اذاً انت ملك مدينة الياسمين
فقال له امين بحزن
- نعم انا ملكها الحقيقي ولكني الان لا استطيع استعادة عرشي وملكي فليس عندي سلاح ولا جيش لاحارب به الملك الطاغيه !!
فقال له ماهر والحماس ظاهر على وجهه :
- لكني استطيع مساعدتكم ...
فأستغرب الملك والوزير مندهشين من كلامه وقال له امين:
- وكيف ذلك ؟!
قال لهم
- انا اعرف ملكا شابا يدعى حسام قد تربى بين يدي وأنا كنت معلمه فلو ذهبنا اليه وأخبرناه عن القصة اعتقد انه سوف يساعدنا
فظهرت ملامح الفرح على وجه الملك ووزيره ووافقو على فكرة العجوز وقرروا الذهاب لذلك الملك الشاب ومغادرو المدينه ليلا حتى يختبئوا في سترة ظلام اليل ولا يراهم احد من رجال حازم او يتعرف عليهم احد من الناس في المدينة! فسافر الثلاثة عدة ليالي حتى وصلوا الى المدينة التي تحدث عنها ماهر ثم دخلوا مباشرتا الى قصر الملك فقال العجوز للحرس:
- اريد ان اتحدث مع الملك حسام في امر ضروري وهام جدا
فلم يتردد الحرس في تلبية طلب العجوز حيث كانوا يعرفونه جيدا فدخل الحرس الى حسام واخبروه عن امر العجوز فأستعد لاستقباله وخرج له مبتسما مرحبا به اشد الترحيب .. وبعد التحية قدم ماهر الملك امين لحاكم المدينة الشاب وقص عليه قصته ...فتحمس الملك الشاب وقال لهم بعد ان انهوا سرد القصة :
- انا و جيشي تحت امرك يا ايها الملك امين وسوف اقف بجانبك حتى تسترد مدينتك من ظلم هذا الشرير .
ثم وقف حسام ونادى قادة جنده وأمرهم بتجهيز العدة للزحف الى مدينة الياسمين وتحريرها .... وفي فجر اليوم التالي كان الجميع مستعدا للتحرك وفي مقدمتهم الجيش الكبير فتخطوا الوديان والسهول حتى وصلوا الى مدينة الياسمين ... فوصل خبر الى حازم بأن هناك جيش كبير يريد ان يقتحم المدينة فقام بتجهيز العدة وأمر الجيش بالاستعداد للحرب وكل سكان مدينة الياسمين استعدوا للوقف مع ملكهم حازم للتصدي لخطر العدو الغريب لأنهم لم يعرفوا بحقيقة هذا الجيش وسبب قدومه اليهم ... وقامت حرب قوية بين الطرفين لكن الوزير استطاع التسلل بين الصفوف واخبر الجميع بأن ملكهم امين هو الذي جاء بهذا الجيش وانه قادم ليحررهم من ظلم حازم واخبرهم عن سبب غياب الملك واختفائه طوال تلك الفترة ...وبعد ان ادرك الجميع حقيقة الامر انقلبوا على حازم وأصبح كل سكان المدينة ضده فقاتلوه حتى هزموه شر هزيمة حيث وصلو الى قصره وحبسوه في قاع الجب بعد ان قتلوا العديد من رجاله و اسرو الكثير من رجاله وفر الباقين طلبا لنجاه بأرواحهم وبهذا انتصر اهل المدينة الذين كانوا سعداء جدا بنصرهم وشكرو الملك حسام على مساعدته لهم في التخلص من الشر والظلم الذي حل في المدينة منذ رحيل امين عنها ..و طلب الملك امين وكل سكان المدينة من الملك الشاب البقاء فترة في المدينة كي يستطيعوا ان يقدموا له حسن الضيافة فمكث معم حسام ثلاثة ايام عاد بعدها ادراجه الى مدينته بينما عين الملك امين صديقه العجوز ماهر معاونا له وطلب منه البقاء معه لانه مخلص وصبر عليه كثيرا لكن العجوز شكر الملك وقال له افضل ان اعود الى قريتي التي ولدت فيها ولا احب ان اموت بعيدا عنها .... فودع امين صديقه الطيب وسافر ماهر العجوز الى قريته ومعه الكثير من غلمان ملك مدينة الياسمين يحملون الكثير من الاشياء الثمينة والهدايا القيمة لهذا العجوز الطيب .... هكذا عاش اهل مدينة الياسمين بسعادة وهناء مع حاكمهم الطيب وعادت الياسمين اجمل مدينة في العالم .

النهاية

تسلم الايادي يحيي على القصه الحلوه

تحياتى لابداعك

ربي يسلمك ندى
مرورك وردك الجميل نور صفحتي
شكرا لدعمك المتواصل بكلماتك الجميله